ناقش مؤتمر العروبة والمستقبل في جلسته الثانية من اليوم الرابع موضوع العلاقة بين العروبة والسياسة وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.
واستعرض مقرر المؤتمر الدكتور سمير التقي الذي ترأس الجلسة المستجدات السياسية في العالم وانتقال مركز الصراع من أوروبا إلى شرق آسيا التي يعد الوطن العربي في مركزها وتأثير هذه الصراعات على مستقبل المنطقة، مؤكدا أن التمسك بالعروبة يعد وسيلة أساسية لصمود العرب في وجه هذه التغيرات الجارية.
من جانبه استعرض الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سمات النموذج العام لتطور ظاهرة الصراعات العربية العربية التي لازمت النظام العربي منذ نشأته وذلك بسبب تجذر الدولة القطري داخل النظام العربي نتيجة للرؤى والمصالح المتباينة واختلاف مراحل النمو والأيديولوجيات السياسية بين الأقطار العربية إضافة إلى دور العامل الخارجي في إشعال هذه الصراعات وإذكائها.
ولفت إلى أن الخلافات العربية العربية التي اتصفت بشموليتها الجغرافية لجميع أرجاء النظام العربي كانت تهدأ عادة في مواجهة الخطر الخارجي الذي يواجهه النظام العربي الأمر الذي يؤكد الانعكاس الحقيقي لقيمة العروبة السياسية، لافتا إلى أن القوة لم تستخدم في إدارة هذه الخلافات إلا قليلا ولاسيما في أزمة الخليج عام 1990 التي مثلت السابقة الأولى لمحاولة حسم خلاف بالقوة المسلحة الأمر الذي يؤكد قيمة السياسة في التفاعلات الصراعية بين الدول العربية.
واعتبر أحمد أن الخلافات العربية العربية شهدت منذ العقد الأخير من القرن الماضي اتجاهات جديدة بسبب التدخل الخارجي بوطأة ثقيلة في حل الخلافات وعدم قدرة النظام العربي على إزاحة خلافاته البينية لمواجهة التهديدات الخارجية، محذراًَ من أن استمرار ظاهرة الصراعات البينية تستنزف النظام العربي وتقلل من تماسكه وقدرته على مواجهة الخطر الخارجي.
ودعا إلى إيجاد مدخل ثقافي يركز على إعادة الاعتبار لمفهوم العروبة وكسب تأييد النخب العربية والرأي العام العربي لهذا المفهوم إضافة إلى إقامة شبكة من العلاقات والمصالح الاقتصادية العربية وتعزيزها والعمل على إيجاد آليات قانونية لتسوية المنازعات العربية العربية مع التركيز على إنشاء محكمة عدل عربية دون إغفال البحث عن مدخل سياسي لإحداث اختراق لهذه المنازعات من خلال الاهتمام المكثف والدوءوب بها لاسيما أن بعض الصراعات العربية المعقدة لم تستعص على الحل عبر التاريخ.
بدوره أوضح الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ضرورة العمل على حل إشكالية العلاقة بين العلمانية والدينية بما يجعل القيم الروحية أساسا للاستراتيجية الثقافية من ناحية وبما يكسب هذه الإستراتيجية من ناحية أخرى القدرة على التجدد الحضاري المتواصل دون انقطاع مشيرا إلى أن العروبة والمصلحة القومية العربية هي وعاء الاستراتيجية المطلوبة والوعي بأن أي تنافس أو صراع بين المصالح القومية والقطرية تبقى تنافسا وصراعا مفتعلا ضمن إدراك يرى أن المصالح القومية هي التعبير الجمعي عن كل ما يمكن أن يكون مصالح وطنية أو قطرية للدول العربية طالما أن الهدف النهائي هو بلورة مشروع حضاري للأمة.
ورأى أن المزاوجة بين الأصالة والمعاصرة يجب أن تبقى عاملا حاكما في عملية صياغة أهداف الاستراتيجية العربية على أن تلتزم برؤية محددة تكون نابعة من قاعدة متينة من الفهم النقدي للتراث العربي الإسلامي، مبينا ضرورة إجراء قراءة نقدية للحضارة الإنسانية الراهنة بهدف الوصول إلى الروافد العميقة التي تشكل المصدر الأساسي لإنجازاتها الباهرة من أجل مزيد من الفهم للعلاقة بين الأفكار والإيديولوجيات وما تعبر عنه من مصالح اقتصادية وثقافية وسياسية لشعوب وأمم قد تكون راغبة في السيطرة والهيمنة عليها.
وأشار إدريس إلى أن تأسيس استراتيجية المشروع العربي النهضوي يهدف إلى بناء مجتمع عربي حديث قادر على الوفاء بالحاجات الأساسية للإنسان العربي وقادر أيضا على التعامل مع متغيرات العصر مؤكدا أن المدخل الحقيقي لتحقيق ذلك هو قيام النظم السياسية بالأدوار المنوطة بها لإشباع الحاجات الأساسية للمواطن العربي والسعي لوضع أسس متينة وواعية للعلاقة مع العالم والحوار مع الحضارات الأخرى.
وتركزت مداخلات المشاركين حول ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بتأسيس استراتيجية واضحة للمشروع النهضوي العربي وحل الخلافات العربية البينية باستخدام الحوار وفي إطار عروبي خالص بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وكان مؤتمر العروبة والمستقبل استأنف أعماله صباح أمس بجلسة أولى تمحورت حول العروبة بين الدولة الأمة والدولة القطر وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.
ورأى الدكتور عصام نعمان من لبنان الذي ترأس الجلسة أن أخطر مظاهر الأزمة التي يعيشها العرب تتمثل في ضعف الدولة الأمة والدولة القطر مرجعاً أسباب الأزمة في بعض أسبابها إلى القصور التاريخي في فهم الإسلام وممارسته وترسخ التخلف في شتى مناحي الحياة و انتشار الجهل والأمية إضافة إلى التحديات الخارجية والمتمثلة في هيمنة الدول الكبرى والاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى وجود نقاط مضيئة وإرادة مقاومة تشير إلى استمرار جذوة الثورة والتحرر واقتران ذلك بنمو ملحوظ وواعد لقوى حية ونخب ثقافية وسياسية ملتزمة بقضية الأمة على امتداد الوطن العربي ولا سيما في فلسطين ولبنان وسورية والعراق.
واستعرض الباحث الأردني الدكتور موفق محادين في مداخلة قدمها تحت عنوان الأمة والعروبة الإشكالات التي تتعلق بالهوية وتميزها بالتفرد أو المركزية معتبراً أنه مقابل الهوية المركزية تبرز أفكار عن هوية تعددية قائمة على تأثيرات وعناصر مختلفة ثقافية واجتماعية ودينية وإثنية مشيراً إلى أهمية الثقافة وتأثيرها على الإحساس بالانتماء والعروبة.
ولفت محادين إلى الآراء المتباينة حول تاريخ ظهور الهوية والسياقات الاجتماعية والسياسية وربط بعض المفكرين نشأتها بتبلور الدولة.. الأمة مشيراً إلى ارتباط الهوية الجماعية بالهويات الإثنية ولاسيما في دول العالم الثالث الذي تتميز مجتمعاته بالتعددية العرقية.
وبين محادين أن الخصوصية السياسية للسيرورة القومية في الحالة العربية أعطت للأمة والعروبة طابعها المتميز والفريد في التاريخ لافتاً إلى أهمية العامل السياسي في ترسيخ فكرة الأمة والعروبة.
واعتبر محادين أن الدور الذي كانت تلعبه الثورات الوطنية الديمقراطية بتصوراتها القطرية المتباينة قد انتهى موضحاً أن البديل القومي هو الحل الوحيد لترسيخ فكرة العروبة والنهوض بواقع الأمة العربية.
فيما ركز الباحث الدكتور يوسف سلامة من سورية على مفهوم العروبة وعلاقته بالإيديولوجيا التي قال إنها بنية من الأفكار ونوع من الوعي الذي يعكس تصور الإنسان لعالمه.
وقدم سلامة أمثلة عن بعض الأنماط التاريخية العروبية والظروف ومثيلاتها في الوقت الراهن وقال.. إن فكرة الإيديولوجيا العربية في صيغتها الماضية والراهنة هي في الأساس فكرة للدفاع عن أشياء تميز العرب عن غيرهم من الشعوب مضيفاً أن العروبة اتخذت شكلاً هجومياً في مراحلها الأولى بعدما تعرف العرب على ثقافات وحضارات أخرى ووجدوا أنهم يختلفون عنها وجاءت العروبة كنوع من التميز عن هذه الشعوب.
كما أجمل سلامة بعض الخطوات والأساسيات التي اعتبرها مهمة ليأخذ البعد العروبي دوره في مجتمعاتنا للوصول إلى إطار حضاري ثقافي جوهره العروبة.
وتركزت مداخلات الحضور حول أهمية العروبة كواقع تاريخي قائم على أرض عربية في ضوء تحديد مفاهيم القومية والأمة والوحدة ودعت إلى عدم تأجيل كل شيء حتى قيام الدولة العربية الواحدة.
وكان المؤتمر ناقش مساء أمس الأول العروبة والحداثة و واقع العروبة في الوطن العربي حيث أشار الباحث اللبناني الدكتور وجيه فانوس رئيس الجلسة الثالثة إلى أهمية الوضوح في فهم العروبة والفكر القومي وقال.. إن لكل زمن حداثته وتراثه ويجب التعامل والتفاعل مع الحداثة السياسية والثقافية والاقتصادية في المرحلة الحالية.
وأوضح الباحث المصري الدكتور حلمي شعراوي في مداخلته العروبة وعلاقتها بالآخر أن التصاعد الرأسمالي الذي شهد تسارعاً في العقود الأخيرة واجه أشكالاً من المقاومة من قبل دول العالم الثالث لإقامة موانع للرأسمالية تحت أسماء مختلفة مثل التضامن الافرو اسيوي , باندونج ودول عدم الانحياز وتجمع الدول النامية أو الانكتاد إضافة إلى تشكيلات فرعية للتنظيمات الإقليمية والمنتدى الاجتماعي العالمي في مواجهة منتدى دافوس.
من جانبه قال الباحث الدكتور كمال عبد اللطيف من المغرب في مداخلته العروبة والتحديث السياسي إن إخفاق المشروع القومي العربي يعني إخفاق تصور محدد للعقلانية الأمر الذي يتيح إمكانية بناء تصورات أخرى تصب في الأهداف نفسها داعياً لإنجاز محاولة إعادة بنائه بصياغة أسئلته المركزية وأطروحاته الرئيسية والمفاهيم القاعدية التي ينسج بواسطتها دعاويه وحججه ليواجه التحديات القائمة والمستقبلية في المجتمع العربي.
وتركزت مداخلات الحضور حول دور الحركة القومية في الحفاظ على حقوق الشعوب العربية إضافة إلى مشكلة الحداثة العربية وكيفية الاستفادة من التجارب الحداثية الأخرى.
وتمحورت الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور مصطفى نويصر من الجزائر حول واقع العروبة في الوطن العربي.
وتحدث الباحث الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان من مصر عن واقع العروبة الراهن مبيناً أنه على الرغم مما يجمع العرب من عناصر الوحدة ويقرب بين مكوناتها من دواعي الارتباط ولاسيما وحدة الديموجرافيا ,السكان والجغرافيا ,المكان وتلازم الحدود فإن الأقطار العربية أشد تباعداً وجفوة وانعزالا ويقوم بينها حاجز من الريبة والشكوك والحواجز وانعدام الثقة لايمكن اجتيازه الا بتوافر الإرادة الواضحة وبذل الجهد المتواصل.
ونبه بهاء الدين من امتداد حالة الشقاق التي شلت التواجد العربي ومنظومته وقدرته على الفعل على أغلب المستويات إلى شقاق عميق يمس الوعي الشعبي ويجرح مشاعر الجماهير الغفيرة ومن المخططات التي تحاك لتعميق الشقاق مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لتجاوز هذه الحالة وتأثيراتها الضارة وانعكاساتها السلبية على الجميع.
من جانبه اعتبر الباحث اللبناني سماح إدريس في مداخلته التفكك العربي في ظل غياب العروبة أن هناك مفاهيم متعددة ومختلفة للعروبة داعياً المثقفين العرب إلى تعريف مفهوم واضح لها قائماً على ثوابت محددة.
واستعرض إدريس بعض الأمثلة للعلاقات القائمة داخل بعض الدول العربية وفيما بينها في فهمها للعروبة وقال.. إنه في ظل غياب عروبة تقدمية تمعن الدول الاستعمارية الغربية التدخل في شؤون الدول العربية.
وأكد المشاركون في مداخلاتهم أهمية المواضيع التي تطرح خلال المؤتمر في تسليط الضوء على العوامل الجوهرية لتكريس مفهوم العروبة ومواجهة كل ما يخطط لتفتيت الامة وعلى دور المثقفين في هذا الشأن.
العروبة والعلمانية والعروبة والأصولية والطائفية والمذهبية
كما ناقش المؤتمر في الجلستين المسائيتين محوري العروبة والعلمانية والعروبة والأصولية الطائفية والمذهبية وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.
وتحدث الباحث الفلسطيني رشاد أبو شاور الذي ترأس الجلسة الثالثة عن ارتباط تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة بالعروبة واعتبر أن القضية الفلسطينية هي جوهر العروبة وقال إن الفلسطيني لا يمكن له التخلي عن انتمائه لأمته العربية.
وأورد أبو شاور بعض الأمثلة الدالة على أهمية تحرير الأراضي العربية المحتلة وتساءل عن الأخطار الصهيونية التي تتهدد وجود كل قطر وكل إنسان عربي وقال: إنه يجب الانتقال من إطار الشعور بالخطر الصهيوني إلى إطار الفعل في وجه هذا الخطر.
وفي بحثه المعنون العروبة وفصل الدين عن الدولة استعرض الباحث الدكتور نصري الصايغ من لبنان تعريفات الباحثين للعروبة وقال: إن سؤال العروبة غامض كما هي أسئلة العلمانية والجواب عنها يتم من خلال التجربة والواقع.
واستشهد الصايغ ببعض الأمثلة التاريخية والمعاصرة التي استخلص من خلالها أسباب اقتناعه بجدوى العلمانية وضرورتها في سبيل تحقيق حالة عروبية حيث قال: إن أكبر مظاهرة لمنع الحرب على العراق عام 2003 كانت مليونية شملت كل مدن العالم ويمكن وصفها بمظاهرة عروبية.
وأشار الصايغ إلى أن الهوية العربية تتحدد من خلال مواقع العرب والتزاماتهم النضالية لأن العروبة إطار وحدوي يتأسس في الجغرافيا بلاداً ومناطق وأمصاراً تسمى أمة أو وطنا تحتضن شعباً مهما اختلفت انتماءاته مضيفاً إن الوحدة المنشودة هي الوحدة التي تزال فيها الفواصل الجغرافية والحدود الاصطناعية.
وقال الباحث اللبناني إن تتمة العروبة تكمن في علمانيتها التي ترتكز على المساواة التامة بين الناس في الحقوق والواجبات وأن المطلوب من العروبيين تكريس العلمانية التي هي قاعدة وجود وليست اتجاهاً سياسياً.
فيما تناول الباحث الدكتور فردريك معتوق من لبنان في بحثه العروبة والمجتمع المدني تعريفاً لهذين المفهومين وإشكالية العلاقة بينهما مبينا أنها علاقة تبعية أي أن سمات العروبة هي التي تغلب على صفات المجتمع المدني وهي المكيف لنوعه وشكله وتجلياته.
وقال الباحث معتوق إن العروبة هي الهوية الكبرى التي تظلل المجتمع المدني كمجتمع للمواطنين والذي يمثل جزءاً عضوياً من الدولة ولا يجوز أن يكون هناك تعارض مع الدولة العروبية كصيغة جديدة للحكم مؤكداً أن مستقبل العروبة كرابط من المعاني الذي يجمع بين أبناء لغة الضاد على قاعدة أبعاد تاريخية واجتماعية وثقافية وسياسية واحدة هو في المجتمع المدني لأن مصيرهما واحد.
وتركزت مداخلات المشاركين في الجلسة حول مفاهيم العلمانية والمجتمع المدني والمجتمع الأهلي وتاريخها والظروف التي تشكلت فيها وعلاقتها بالعروبة.
وترأس الدكتور يوسف مكي من السعودية الجلسة الرابعة التي تمحورت حول العروبة والاصولية الطائفية والمذهبية.
ورأى الباحث اللبناني سليمان تقي الدين في محاضرته العروبة وخطر الطائفية أن العروبة تواجه تحديات كثيرة وأخطرها عدم وعي الذات وتعثر مشروعها السياسي وقال: إذا كانت العروبة هي الرابطة التاريخية الثقافية أو الحضارية فهي عاشت في التاريخ وليس ضد التاريخ مشيراً إلى أن انحسار العروبة في الوقت الراهن وضعها أمام هجمة استعمارية متجددة.
وأضاف: إن العروبة هوية تضافرت عليها إنجازات التاريخ المشتركة للشركاء في العالم العربي الذي يختزن وجدانه وهمومه وتطلعاته في لغة واحدة يتردد صداها ونبضها من مغاربه إلى مشارقه لكن اللغة تبقى وعاء الوجدان الذي إذا انجرح أو تهشم أو تشوه لا تعود اللغة قادرة وحدها على ضبط الإجماع شعوراً أو إرادة.
وأوضح الباحث اللبناني أن العروبة ليست إلا مشروعاً سياسياً للعرب وشركائهم في تاريخ الثقافة والتقدم وهي كائن حي مشيراً إلى أنه يمكن للعروبة أن تكون إيديولوجية تقدمية وتواجه التحديات المعاصرة وتعيد القضايا الأساسية إلى دائرة الاهتمام الأولي.
فيما عرض الباحث الدكتور ماهر الشريف من سورية بحثه العروبة في مواجهة خطر الأصولية في أقسام أربعة شملت ملاحظات عن الإشكاليات التي يثيرها مصطلح الأصولية والتعريف بها والمرتكزات الفكرية الرئيسية التي ترتكز عليها ومخاطرها على العروبة مبيناً أن الحركات الأصولية تتجلى في الواقع بمختلف الأديان والعقائد الكبرى في العالم.
وأشار إلى الأصولية الدينية في العالمين العربي والإسلامي وعوامل بروزها مؤكداً أن الأصولية التي تفرق بين أبناء الأمة الواحدة على أساس ديني أو طائفي تنطوي على خطر كبير على الانتماء القومي العربي وعلى الوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي وتهيئ الأرضية الملائمة لتدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية.
وأوضح الباحث الشريف أن الأصولية تنطوي على خطر كبير على الثقافة العربية بمضامينها الإنسانية التقدمية حيث تساهم بتقليلها من شأن المرأة ووقوفها ضد مساهمتها في النشاط الاجتماعي في إضعاف قدرة المجتمعات العربية والحؤول دون استفادتها من كل طاقاتها مؤكداً ضرورة تجديد العروبة لمضامينها وتعزيز وعي الشعب بالانتماء القومي لمواجهة مخاطر التفتت.
وأكد المشاركون في مداخلاتهم أهمية بناء الدولة القادرة على صهر التنوع وتعايشه ومواجهة اسباب تراجع العروبة والعمل على خلق القاعدة السليمة لتكريس الانتماء بالقومية العربية مشيرين إلى أهمية التجربة السورية في التعايش والإخاء وإلى إطلاق برنامج ترويجي للعروبة من دمشق من أجل الشباب الباحثين عن الهوية الوطنية في زمن العولمة.