حسام الدين مصطفى
04-11-2009, 10:16 PM
[Link nur für registrierte Benutzer sichtbar]
يتناول موضوعنا هذا قضية لها من الأهمية ما فرضه التطور التقني المتسارع في شتى المجالات، والذي أصبح قاسماً مشتركاً في معظم الفنون والصناعات... وحديثنا هنا سيتناول قضية الترجمة الأتوماتيكية Automatic Translation أو ما يعرف باسم الترجمة الآلية Machine Translation (MT) بوصفها وجهاً فرضه التقدم التكنولوجي فبات مجالاً مستحدثاً له دور لا يمكن إغفاله أو تجاهله.
إن الاهتمام بهذا المجال إنما ينبع من أنه يمس بصورة مباشرة جوهر الترجمة واللغة حيث أن مثل هذه التقنيات والآليات تعمد إلى ترجمة لغة بشرية –غير لغة الآلة- إلى لغة بشرية أخرى، وهي بذلك تؤثر على المُخرَج النهائي للنص المُتَرجَم، وفي هذا تكمن أهميتها إذ أن النص الأصلي واضح جلي لدى أهل لغته، ولكن ما بالنا بنِتَاج ترجمة هذا النص والذي نسعى من خلاله إلى مخاطبة من يجهلون لغة النص الأصلي.
إنه لا يمكن لأي مهتم أو منخرط في شئون الترجمة واللغة وفنونهما أن يغفل الدور الذي تلعبه البيئة الثقافية والمحتوى المعرفي للغة سواء تلك المُتَرجم منها أو المُتَرجم إليها، فالمعنى الدلالي للفظ أو الكلام لا يقف عند شكل الكلمة أو رسمها وإنما يسير بها إلى مستوى أبعد وهو مستوى الدلالة ذاتها والقصد من معنى الكلام...
وبالرغم من أنه قد يكون من السهل إيجاد مرادفات المفردات التي تتكون منها الجمل إلا أن الصعوبة تكمن في المعنى والقصد من الجمل التي تتراص فيها الكلمات إلى جوار بعضها البعض. لقد أدى التقدم العلمي والانتشار الثقافي والانفتاح الحضاري إلى إثراء حركة الترجمة وتزايد الطلب على الترجمة مما استوجب إيجاد أساليب مستحدثة لم تكن معروفة في الماضي تهدف إلى توفير حلول ترجمية سريعة ودقيقة وغير مرهقة. وهناك من يرى إضافة سبب آخر هو قلة المترجمين المؤهلين للاضطلاع بمثل هذه المهام وإنجازها بصورة تقترب من المميزات التي تحظى بها الترجمة الآلية خاصة فيما يتعلق بتوفير الوقت والجهد.
لا شك حرفة الترجمة هي حرفة مكلفة وتتطلب مهارات خاصة ومعرفة تتخطى إتقان التحدث اللغوي أو الإلمام بالمفردات والمرادفات وطرق الصياغة، وهذا ما جعل لها أهمية خاصة في العديد من المجالات فإذا ما تحدثنا عن الأهمية الاقتصادية التجارية يكفي أن ننظر للأثر الذي تحدثه الترجمة في عملية الترويج للمنتجات، وما يتعلق بإيصال المعلومة الدقيقة حول المنتج واستخداماته وطريقة تناوله والتعامل معه خاصة عند إنتاجه في دولة غير الدولة التي يتم استخدامه فيها فلولا توصيل صورة واضحة عن المنتج وشرح كيفية استخدامه ومميزاته بلغة مفهومة لما أقبل المشترون على طلبه... لقد أصبحت الترجمة في عصرنا الحالي مكوناً وعنصراً شبه أساسي من عناصر التكلفة والتي يتم أخذها بعين الاعتبار عند احتساب قيمة المنتج.
ولننظر إلى الأهمية العلمية للترجمة ودورها الكبير في نشر الكثير من العلوم بين الأمم المختلفة، فلولا الترجمة ما وصل للعرب علوم الرومان، وما عرف أهل الغرب فنوناً كثيرة وعلوماً جادت بها حضارة العرب فاستخدموها وطوروها وبنوا على الكثير منها نهضتهم الحديثة، ولا يقف الدور العلمي للترجمة على مجرد نقل المعارف والعلوم بل لقد أوجدت الترجمة ذاتها أنواعاً جديدة من العلوم خاصة فيما يتعلق بعلوم الحاسب الآلي، والذكاء الاصطناعي، وأثرت الحياة العلمية من خلال توفير محركات بحث تقوم على فنون الترجمة.
كذا فللترجمة تأثيرها الفلسفي الذي يستوجب إلمام القائم بالترجمة بصنوف وضروب من المعارف والعلوم المختلفة، وهذا أَثَر بالتالي على الكثير من أنماط التفكير الفلسفي في ظل المفاهيم التي استحدثتها صناعة الترجمة ودفعت بها إلى بوتقة الفكر الإنساني لتنصهر مع غيرها عبر تفاعل سريع لتحدث أثراً بالغاً خلال فترات وجيزة. أما على الصعيد السياسي والعلاقات الدولية فإن للترجمة دوراً بالغ الحساسية والأهمية في صياغة العلاقات بين الأمم وتوصيل الرسائل السياسية على المستويات المختلفة داخلياً وخارجيا ويكفي القول هنا أن الخطأ في ترجمة لفظ قد يغير حدود دولة أو يبدل التزامات أقرتها اتفاقيات، ويخلق نزاعات ما كان لها أن تحدث لو أن الترجمة لم يشوبها الغموض أو الخطأ
يتناول موضوعنا هذا قضية لها من الأهمية ما فرضه التطور التقني المتسارع في شتى المجالات، والذي أصبح قاسماً مشتركاً في معظم الفنون والصناعات... وحديثنا هنا سيتناول قضية الترجمة الأتوماتيكية Automatic Translation أو ما يعرف باسم الترجمة الآلية Machine Translation (MT) بوصفها وجهاً فرضه التقدم التكنولوجي فبات مجالاً مستحدثاً له دور لا يمكن إغفاله أو تجاهله.
إن الاهتمام بهذا المجال إنما ينبع من أنه يمس بصورة مباشرة جوهر الترجمة واللغة حيث أن مثل هذه التقنيات والآليات تعمد إلى ترجمة لغة بشرية –غير لغة الآلة- إلى لغة بشرية أخرى، وهي بذلك تؤثر على المُخرَج النهائي للنص المُتَرجَم، وفي هذا تكمن أهميتها إذ أن النص الأصلي واضح جلي لدى أهل لغته، ولكن ما بالنا بنِتَاج ترجمة هذا النص والذي نسعى من خلاله إلى مخاطبة من يجهلون لغة النص الأصلي.
إنه لا يمكن لأي مهتم أو منخرط في شئون الترجمة واللغة وفنونهما أن يغفل الدور الذي تلعبه البيئة الثقافية والمحتوى المعرفي للغة سواء تلك المُتَرجم منها أو المُتَرجم إليها، فالمعنى الدلالي للفظ أو الكلام لا يقف عند شكل الكلمة أو رسمها وإنما يسير بها إلى مستوى أبعد وهو مستوى الدلالة ذاتها والقصد من معنى الكلام...
وبالرغم من أنه قد يكون من السهل إيجاد مرادفات المفردات التي تتكون منها الجمل إلا أن الصعوبة تكمن في المعنى والقصد من الجمل التي تتراص فيها الكلمات إلى جوار بعضها البعض. لقد أدى التقدم العلمي والانتشار الثقافي والانفتاح الحضاري إلى إثراء حركة الترجمة وتزايد الطلب على الترجمة مما استوجب إيجاد أساليب مستحدثة لم تكن معروفة في الماضي تهدف إلى توفير حلول ترجمية سريعة ودقيقة وغير مرهقة. وهناك من يرى إضافة سبب آخر هو قلة المترجمين المؤهلين للاضطلاع بمثل هذه المهام وإنجازها بصورة تقترب من المميزات التي تحظى بها الترجمة الآلية خاصة فيما يتعلق بتوفير الوقت والجهد.
لا شك حرفة الترجمة هي حرفة مكلفة وتتطلب مهارات خاصة ومعرفة تتخطى إتقان التحدث اللغوي أو الإلمام بالمفردات والمرادفات وطرق الصياغة، وهذا ما جعل لها أهمية خاصة في العديد من المجالات فإذا ما تحدثنا عن الأهمية الاقتصادية التجارية يكفي أن ننظر للأثر الذي تحدثه الترجمة في عملية الترويج للمنتجات، وما يتعلق بإيصال المعلومة الدقيقة حول المنتج واستخداماته وطريقة تناوله والتعامل معه خاصة عند إنتاجه في دولة غير الدولة التي يتم استخدامه فيها فلولا توصيل صورة واضحة عن المنتج وشرح كيفية استخدامه ومميزاته بلغة مفهومة لما أقبل المشترون على طلبه... لقد أصبحت الترجمة في عصرنا الحالي مكوناً وعنصراً شبه أساسي من عناصر التكلفة والتي يتم أخذها بعين الاعتبار عند احتساب قيمة المنتج.
ولننظر إلى الأهمية العلمية للترجمة ودورها الكبير في نشر الكثير من العلوم بين الأمم المختلفة، فلولا الترجمة ما وصل للعرب علوم الرومان، وما عرف أهل الغرب فنوناً كثيرة وعلوماً جادت بها حضارة العرب فاستخدموها وطوروها وبنوا على الكثير منها نهضتهم الحديثة، ولا يقف الدور العلمي للترجمة على مجرد نقل المعارف والعلوم بل لقد أوجدت الترجمة ذاتها أنواعاً جديدة من العلوم خاصة فيما يتعلق بعلوم الحاسب الآلي، والذكاء الاصطناعي، وأثرت الحياة العلمية من خلال توفير محركات بحث تقوم على فنون الترجمة.
كذا فللترجمة تأثيرها الفلسفي الذي يستوجب إلمام القائم بالترجمة بصنوف وضروب من المعارف والعلوم المختلفة، وهذا أَثَر بالتالي على الكثير من أنماط التفكير الفلسفي في ظل المفاهيم التي استحدثتها صناعة الترجمة ودفعت بها إلى بوتقة الفكر الإنساني لتنصهر مع غيرها عبر تفاعل سريع لتحدث أثراً بالغاً خلال فترات وجيزة. أما على الصعيد السياسي والعلاقات الدولية فإن للترجمة دوراً بالغ الحساسية والأهمية في صياغة العلاقات بين الأمم وتوصيل الرسائل السياسية على المستويات المختلفة داخلياً وخارجيا ويكفي القول هنا أن الخطأ في ترجمة لفظ قد يغير حدود دولة أو يبدل التزامات أقرتها اتفاقيات، ويخلق نزاعات ما كان لها أن تحدث لو أن الترجمة لم يشوبها الغموض أو الخطأ