باريس: فابيولا بدوي
خلا المهرجان الدولي الثالث للشعر المقام حاليا في باريس ويستمر حتى الثالث من أكتوبر المقبل من الحضور العربي على الرغم من حرص المهرجان في دورته الأولى على حضور الشعر العربي ممثلا في فلسطين والعراق إلى جانب بعض الشعراء المقيمين في باريس من مختلف الجنسيات، بل إن تلك الدورة قد قامت بتكريم الشعر والشعراء الفلسطينيين إلا أن المشاركة العربية في هذه الدورة تكاد تنحصر في شعراء فرنسيين من أصل عربي من الجزائر وتونس كالشاعر إيفان تيتيلبوم - فرنسي ينتمي إلى جذور جزائرية – وتتواجد أيضا في المهرجان الموسيقية الفرنسية فانينا ميشيل مع غياب كامل لأي صوت من منطقة الخليج وبحسب أحد المنظمين أن هذا الغياب لا يعني أي إقصاء لأي بلد أو نوع من أنواع الشعر إلا أن هذه الدورة تتمحور كثيرا حول كيفية الحفاظ على اللغة الفرنسية.
وتحت شعار (الاختلاط، التنوع، الحوار بين الثقافات والحضارات) ضم مهرجان العام العديد من العروض الفنية الثقافية والمعارض ومناقشات حول كتابات تنصب جميعها في موضوع بعينه وهو "تأثير تغيير المناخ على البيئة"، إلى جانب حفلات موسيقية وقراءات تجريبية، وندوات ترتكز محاورها حول الإجراءات الواجبة للحفاظ على اللغة الفرنسية، ويتألق الشعر من مختلف بلدان العالم في هذا المهرجان حيث يحتل المرتبة الأولى. خصوصا أن المهرجان الدولي للشعر تعده باريس والقائمون عليه بمثابة حركة عالمية من أجل تنمية اكتشاف وتشجيع وتعزيز التعايش من خلال الشعر والشعراء.
ويستمد هذا المهرجان نجاحه منذ دورته الأولى التي بدأت في عام 2007، من كونه لا يمثل مجرد لقاءات ثقافية، أو احتفاليات أدبية بسيطة، ولكنه يجسد دعوات متواصلة للتعرف على انعكاس الدلالات الاجتماعية والثقافية والفكرية والفلسفية في العديد من دول العالم. وذلك بغية التوصل إلى سياق موحد لكيفية التعايش في عالم تسود فيه الفردية والأنانية، وأيضا من أجل الوقوف على صيغ لمكافحة جميع أشكال الظلم من خلال تبادل الحوار الحضاري والثقافي. وتتسق هذه الأهداف الإنسانية مع العقد الدولي من أجل النهوض بثقافة اللاعنف وثقافة السلام وبالأخص لدى الأطفال كما قررتها منظمة اليونسكو. ويحرص المهرجان في سبيل تحقيق أهدافه على: الانفتاح على العوالم الثقافية الأخرى، وتعزيز التبادل الفني والثقافي من خلال منح وقت متساو لكافة المشاركين حتى يتمكن الحضور من الاستمتاع معهم برحلة ثقافية وفكرية تتيح لهم رؤية الآخر. وتوفير الفرصة لعدد كبير من المبدعين في المشاركة خصوصا أن المهرجان الأول والثاني قد تعدى فيه عدد المشاركين مئة وخمسين مشاركا، مع تأكيد القائمين عليه رفض المهرجان لأي شكل من أشكال الإقصاء الثقافي. وترى إدارة المهرجان أنه فرصة سانحة لاكتشاف المواهب الإبداعية الجديدة.
ويرى الكثيرون من المتحمسين لفكرة المهرجان والداعمين له أنه مناسبة قادرة على خلق وظائف مؤقتة للشباب، وأنه على المستوى الاقتصادي قد تمكن من توفير مناخ شراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل الرقي بالثقافة والانفتاح على الثقافات الأخرى. وفي مقدمة الداعمين السياسيين لفكرة المهرجان وضرورة استمراره وتطوه رئيس الحكومة الفرنسي، فرانسوا فيون الذي أكد على أنه يتوجه بالشكر لكل من جعله يتعرف على هذه التظاهرة الثقافية التي يجدها مثيرة مثل أي مبادرة جادة للتقريب بين ثقافات العالم، وأنه يتمنى نجاحا كبيرا وشهرة لهذا النوع من التفاهم الذي يجب أن يتم تشجيعه وتأييده.
المصدر: جريدة الوطن
03-19-2010, 08:51 AM
مهرجان باريس للشعر
